شيماء العيدي ، شابَّة كويتية يتم تداول اسمها و صورها و مقاطع ڤيديو خاصة بها عبر حسابات الفنانين و المشاهير و صُنَّاع المحتوى في وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية ، كما أنها محطّ اهتمام القنوات الفضائية.
حضورها الكثيف ، و تواجدها الطاغي ، و الاهتمام البالغ الذي تُحاط به في كافة وسائل الإعلام هذه الفترة لافت ، و يدفع عجلة التساؤلات و يثير الفضول : تُرى ، مَنْ هي شيماء العيدي ؟!.. و لِمَ جذبتْ الأنظار و شدَّتْ الانتباه ، و كيف حقَّقتْ في فترةٍ وجيزةٍ مالم يُحقِّقنه الكثيرات من بنات جيلها خلال سنين طوال في ساحات التواصل الاجتماعي ؟!
في الحقيقة ، ما سبق كانت عوامل مُحفِّزة لي لاقتفاء أثر هذه الشيماء و تتبُّع خطاها . هي ليست فنانة مشهورة ، و لا مذيعة لامعة ، و لا فاشنيستا لافتة ، و لا عارضة أزياء . هي مُعلِّمة لغة انجليزية للأطفال ، ومتطوِّعة في تعليمها لذوي الاحتياجات الخاصة.
انطلقت قصتها عندما أُصيبت بالسرطان قبل أكثر من عامين ، و بدأت في تلقّي العلاج وقتئذٍ في بريطانيا ، و تم رفع تقريرًا طبيًّا بحالتها الصحيَّة لأحد المستشفيات الأميريكية مؤخرًا تمهيدًا لاستقبال حالتها ، إلا أنَّ الأخير رفض إستقبال الحالة لتأخُّر المرض لمرحلة لا علاج لها حسب تصريحهم .
رغم كل ذلك ، لم تستسلم ، و لم تنهزم ، و أصبحت حديث الناس ، و المؤثرة فيهم . لم تطرد خلف الشهرة ، ولم تسعَ للوقوف على المِنصَّات ، و تحت الأضواء ، بل أن الأضواء هي مَنْ اختطفتها . إنها صانعة محتوى ، لكن من نوع آخر .
من خلال سيرةٍ ذاتيةٍ مُقتضَبَة ، انتخبَتها للتعريف بذاتها ، ذكَرتْ أنها :
- صاحبة أول موقع للتبرّع بالخلايا الجذعية لأطفال السرطان .
- صاحبة أول مشروع عالمي للتبرُّع بالمجان بقبعات موصولة بالشعر المستعار لأطفال السرطان "فئة البنات".
- صاحبة حملة ( أنا أقدر ) المُعتمدة بموقع خاص بها من شركة Snapchat العالمية .
- لُقِّبت بـ : سفيرة العمل الإنساني للشباب العربي .
أوبعد كل هذا يحق لنا أن نَصِف شيماء بالمريضة ؟!
و هي التي حاربت المرض ، و تجاوزت أسوار المستشفيات ، إلى ميادين العمل و الإنجاز ، و أمسَتْ شُعلةً من النشاط و الحركة ، و تُقدّم العون و المساعدة لمن يحتاجهما. بل أنها اتخذت من عبارة "سأهزم السرطان بإذن الله" شعارًا يعتلي حسابها في موقع Instagram العالمي الشهير .
شيماء العيدي ليست إنسانة مريضة ، بل هي إنسانة مُبدعة و مُلهمة ، لم تصنع الكآبة في عالمها بسبب مرضها ، بل صنعت البهجة و الحبور ، و نثرتْ الأمل عِوضًا عن الألم ، و جعلت للمعاناة معنى.
تُدَوّن شيماء يومياتها و خواطرها تحت عنوان : " يومياتي مع مرض السرطان" ، و ذلك على موقع Instagram ، و تحظى تدويناتها و خواطرها باهتمامٍ بالغٍ ، و تفاعلٍ واسعٍ ، و تحصد الآلاف من بصمات الإعجاب من متابعيها بشكلٍ يومي. لِما تركته من تأثيرٍ غائرٍ في نفوسهم ، و لما تحمله كلماتها من بُعد إنساني و وقود معنوي يشحذ الهِمَم ، و يُشعِل جذوة الحماسة في أعماقهم. فعباراتها ليست مُجرّد خربشات ما قبل النوم ، و لا خواطر غزل طائشة ، بل هي تراتيل تعرج إلى السماء ، و تحمل على جناحيها مناجاة روح أرهقها المرض لربٍّ رحيم.
هي اليوم أيقونة مدهشة . أدهشت الأَصِحَّاء فضلًا عن المرضى ، و انعكست ضراوتها الممزوجة بابتسامتها على معنويات متابيعها من مرضى السرطان الذين اتخذوا منها أنموذجًا يشدُّ من أزرهم ، و يرفع من معنوياتهم. إنها الروح العالية ، و العزيمة الفَذَّة ، و الإيمان الراسخ. إنها صاحبة مشروع إنساني حقيقي ، بل عدِّة مشاريع ، عملتْ على تأسيسها و رعايتها بنفسها ، لإيمانها بدور الإنسان في المجتمع ، و ما يجب أن يُقدّمه الإنسان لأخيه الإنسان ، و ما يجب أن يتلقّاه الإنسان من أخيه الإنسان.
البعضُ يرى الحياة مُمِضّة و داكنة ، رغم امتلاكه لمقومات البهجة ، أو على الأقل مقومات الحياة الطبيعية ، و البعض الآخر يرى الحياة مُبهجة عابقة ، رغم ألمه و أوجاعه !!
يكمُن الفرق في زاوية الرؤية لهذه الحياة .
raedaalbaghli@
شركة كشف تسريبات المياه بالرياض
ردحذفشركة شفط بيارات بالرياض
شركة نقل عفش بالرياض
شركة تنظيف خزانات بالرياض
شركة تنظيف مسابح بالرياض
شركة نقل اثاث بالرياض
شركة تنظيف شقق بالرياض
شركة تنظيف منازل بالرياض
شركة تنظيف بالرياض
شركة مجالس بالرياض
شركة مكافحة حشرات بالرياض
ردحذفشركة تنظيف مطابخ بالرياض
شركة تنظيف مجالس بالرياض
شركة تسليك مجارى بالرياض
شركة تنظيف شقق بالرياض
شركة تنظيف مكيفات بالرياض
شركة مكافحة حمام بالرياض