الخميس، 13 أكتوبر 2011

فلنجرب سلطة (( سيزر )) بالنكهة الخليجية ..!!

 [ من الأرشيف ] - 11 مايو، 2011‏

يبدو أنَّ عمليات التجميل و القصّ و اللصق التي تُجرى على ملامح الخريطة الخليجية ستتيح لنا نحن معشر الرجال مساحة أكبر للتغيير في الرداء ، و التحرُّر من الزي الرسمي الموحَّد الأثري و المُتَوارث على مَرّ التاريخ و الذي سئمناه فعلاً.


التغيير الحالي سيجعلنا قادرين على الذهاب لأعمالنا صباحاً و نحن مرتدين الغترة و العقال على طقم بذلة Gucci  أوArmani ، و في اليوم الذي يليه نرتدي الطربوش الأحمر فوق الثوب "الدشداشة" ، و في آخر الأسبوع نرتدي الإزار الذي سيُبَرِّد علينا حرارة الصيف المُحرِقة . 

أيضاً سيتيح هذا التغيير فرص إقامة عروض أزياء رجالية خليجية مكثَّفة ، و سيعطي مساحة أكبر لمصممي الأزياء كي يبتكرون أزياءً تناسب الأذواق المتعددة للخليجيين ، و ستنتشر دور الأزياء الرجالية و تتاح فرص عملٍ كثيرةٍ لمبدعي التصميم و التفصيل.


انضمام الأردن و المغرب لدول الخليج قد يسهم في النظر بعين الرأفة لأصحاب القلوب الخضراء الذين يعشقون السفر لإمتاع النظر بالخضرة و الماء و الوجه الحَسَن ، و تخفيض أسعار التذاكر و الفنادق و المنتجعات السياحية و السلع التجارية التي تُستَحدث لها قوائم أسعار خصيصاً للخليجيين في معظم الأحيان ، مع العلم أنَّ هذه القوائم مُفنَّدة في أساسها ، لكن قد تُحدث الخطوة الأخيرة تغييرات جذرية على كافة الأصعدة .


أقترح أيضاً ضَمّ الهند و الصين لدول مجلس التعاون ، حتى يصبح اسم المجلس حينها ( مجلس التعاون الخليجي الافريقي الآسيوي المشترك ) ، و لذلك فوائد جمَّاً أيضاً ، منها : أننا سنتعرف على الحضارة التاريخية و الثورة الصناعية في الصين ، و نستفد من التداوي بالأعشاب و الطب الشعبي الصيني و الإبر الصينية إن لزم الأمر، و سنتعلم من الثورة التقنية الحاسوبية في الهند ، و نجلب لزوجاتنا و أمهاتنا و أخواتنا زيوت شعرٍ هنديةٍ معتبرة تسهم في ترميم أنواع الشعر التي أرهقها الشامبو المضروب و الإستشوار ، كما سنحاول القضاء على مشكلة الصلع لدى الرجال ، و سنَنعَم بكثافة سكانية عالية  لانضمام الهند و الصين لمجلس التعاون بحكم أن هاتين الدولتين الأعلى من حيث عدد السكان في العالم على التوالي ، و يصبح الخليجيون يمثّلون ربع العالم ، و لا أنسى الأهم ، و هو أننا سنقترب أكثر من المطبخين الصيني و الهندي ، و بدلاً من منال العالم و الشيف أسامة السيِّد ، سوف نشاهد على الشاشات الخليجية طهاة من الهند و الصين ، و ستتعلم زوجاتنا الطبخ بلغات مختلفة ، و الشَرِهون سيجدون أنواعاً جديدة من الأطباق و طرق مختلفة من التسبيك و التتبيل ، و أصحاب الحمية لهم حظاً جيداً في أنواع السلطات الجديدة و المبتكرة . و قد تهجر الفضائيات الخليجية الأغاني الخليجية و العربية و تستورد لنا ألواناً غنائية جديدة من الهند و الصين كما فعل عبدالحسين عبد الرضا في (( بساط الفقر )) قبل أكثر من 25 عاماً عندما عرض لوحات غنائية للعديد من الدول من بينها الهند ، و كأنه في حالة تنبؤ بمستقبل الخليج و ما سيئول إليه الحال ، و أعتقد أنَّ هذا الأمر سوف ينعكس بشكل مباشر على مسألة التهجين البشري ، و نجد أنفسنا تزوجنا بالهندية و الصينية و المغربية و الأردنية ، و كلٌ له عذره في مسألة التهجين ، فمن سيقدم على الزواج بالهندية له أسبابه ، و من سيقدم على الزواج بالصينية له أسبابه أيضاً ، و كذلك المغربية و الأردنية و غيرها من الجنسيات .


بادرة طيّبة و هي انضمام دول أخرى لمجلس التعاون الخليجي كي يسهم المجلس في حل و دعم مشاكل هذه الدول الاقتصادية و التنموية و الاجتماعية ، لأن دول الخليج الحالية وصلت بشعوبها لمرحلة الاكتفاء الذاتي ، و لا تعاني من أية مشاكل ، فلا يوجد فقر و لله الحمد ، و لا يوجد من لا يمتلك بيتاً ، و لا نرى معسراً أو من أهل المتربة في شوارع أوطاننا و عند الإشارات المرورية ، و بالتالي التفتت- أي دول الخليج - للدول الأخرى كي تعالج قضاياها و تمُدّ لها يد العون و المساعدة .


يبدو أنَّ هذا الدمج من صالحنا ، فيتضح مما سبق أنه يحمل الكثير من الإيجابيات التي ستعود على شعوب المنطقة ، إذاً أنا مع هذا التغيير قلباً و قالباً ، و بانتظار انضمام دول جديدة ، و لكن حذارِ من أن تُضَمّ دولة بمحض الخطأ في معمعة تبديل المواقع على طاولة الشطرنج الخليجية ، و تكون دولةً ذات مصالحٍ تتعارض مع مصالح دول المجلس ، أو لها أطماع خفية في المنطقة ، حذارِ .. ثم حذارِ . 

في النهاية ، لا نملك إلا أنّ نقول : (( خليجنا واحد .. و شعبنا واحد  ))


رائد البغلي 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق