الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

تجارب مُترَفَة ، و تجارب مُنهَكَة !!



قد لا نكره أصحاب التجارب المُترَفة و المدعومة ، و لا نحمل في قلوبنا عليهم ذرّةً من حقد ، حتى و إن شعرنا  أنهم فئة ذات خصوصية فائقة ، و امتيازات عالية خوَّلتهم لأن يجدوا كل الطرق أمامهم مفروشة بالورد ، و كل الأبواب مُشَرَّعة ، و يسيروا نحو أهدافهم بثبات ، و يصلونها دون عناءٍ  ، و يواجهون أمورهم بدَوْزَنَة ، لأننا نتحلّى بشيءٍ من الانصاف ، و نوقن أن حتى أصحاب الوساطات و المحسوبيات لا يخلوا بعضهم من الإبداع ، لكن الفرق بين إبداعنا و إبداعهم هو أن إبداعهم ما إن يتم اكتشافه في محيطهم الضيّق ، إلا و سرعان ما يتم اكتنافه و رعايته و صقله ، و أحياناً منحه أكبر من حجمه بُغيَة وصوله إلى كافة الأوساط ، بينما يحتاج إبداعنا –و إن كان أجمل- الكثير من الصبر المُجهد ، و المحاولات المُضنية ، علَّنا نستطيع أن نُسلّط عليه بعض الوميض كي  يُلفت نظر أحد المارَّة.
و لكن أليس من حقنا أن نسأل : لِمَ لَمْ ينطلقوا معنا من نقطة انطلاق واحدة في مضمار البحث عن فرصة ؟!.. و لِمَ يْسَمح لهم أن يصلوا لصندوق الفرص قبلنا و يستكشفوا ما به و يختاروا ما يحلو لهم ، بينما ما نلبث نحن أن نصل له ، إلا و نجد أن الفرص قد تفرَّقت ، و لم يتبقَّ منها إلا الفتات ؟!..
هل خوفاً منّا عليهم ؟!.. أم خوفاً منهم على أنفسهم ؟!..
هل خوفاً من أن نتفوق عليهم في حضورهم ؟!.. أم خوفاً من أن يهزموا أنفسهم في حضورنا ؟! .. أم أن فارق المسافة بين نقطة انطلاقنا و نقطة انطلاقهم  رسالة واضحة في أن السباق محسوم لهم قبل أن ينطلق ؟ هل يعني ذلك (التثبيط) لنا ، و (التحفيز) لهم ؟!
يا للعجب ، يقفون معنا على أرضيَّة واحدة ، لكنهم يمتلكون كواكب بعيدة ، و يدرسون معنا في صفوفٍ واحدة ، لكنهم يغازلون مواقع شاهقة. يستعينون بدفاترنا في حلّ واجباتهم ، و هم مَن ينالون التكريم و التمجيد !!
عزيزي المُبدع.. لا تستغرب إن درّبتَ شخصاً مُستجدّاً في يومٍ من الأيام و وجدته رئيساً عليك بعد انتهاء الفترة التدريبية ، فبعض الأقدار تهبنا جسوراً لهم كي يعبرون علينا من أجل الوصول لأهدافهم ، أو أهدافنا المسلوبة إن صحّ التعبير.
ما يقضّ  مضاجع جوقة من البشر هو المجهول ، نعم المجهول ، فتخيّل نفسك تسير في نفقٍ مظلم أو و أنت معصوب العينين ، حتماً ستسير و أنت في غاية الذعر و التوجّس ، فلا تعلم ما قد يعترض طريقك أو ما قد ترتطم به أو تقع فيه . فأنت نعم تسير ، لكن إلى أين ؟! لا تعلم ، و متى الوصول ؟! لا تعلم أيضاً .
إنه التِّيه يا أصدقاء ، فمبدأ المكافأة بعد الإنجاز غائب ، و مبدأ إزاحة الأسوأ و إتاحة الأكفأ غير موجود ، و تظل الأسئلة الكثيرة حائرة في العقول ، و تظل الآهات المُتَّقِدَة حبيسة الصدور. و لا ندعو إلا بدعاء مَن كانوا قبلنا :  }رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا  {
يساورني شعورٌ بالحزن عندما أتذكّر أن هنالك حفنة من الأساطين الذين يقبعون في بقعٍ يعتريها الظلام الدامس ، خلف حواجز اسمنتية تجعلهم بمعزلٍ عن منصّات الإبداع التي يرومون اعتلائها ، و في مخبأ عن الأضواء التي يستحقون اعتناقها .
بل أن الكثير منهم لا يجد مَن يقول له كلمة "مبدع" ، و هي الكلمة التي لا تحمل فضلاً أو مديحاً ، بل هي وصف مستحق لهم. و في المقابل ، نجد أنصاف المبدعين يحظون بالتلميع و تسليط الأضواء عليهم و عرض تجاربهم بشكل مرئي و مكتوب و كأنها تجارب الفاتحين .
كثيرٌ من الطامحين و المُبدعين تكسَّرت أحلامهم على صخرة الواقع بسبب الواسطة و المواربة و عدم تكافؤ الفرص ، و انتابتهم حينها حشرجة الموت . كيف لا ينتابهم ذلك و هم يرون طموحاتهم التي هي كل حياتهم تُسَلب أمام أعينهم دون هوادَة ، و هم غير قادرٍين على الحِراك و لا على الكلام ، و لا على التنفّس أحياناً ؟!


ليست المحال و الأراضي و العمارات وحدها التي تتعرَّض لـ (الاكتراء) ، بل حتى الكثير من المواقف و المبادئ و الضمائر دون حياءٍ أو جَمجَمَة. إنها الهوَّة التي تغور فيها القيَم في سبيل المصالح.

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

الإنجاز قد يبدأ بقطعة حلوى..!!




يعتبر البعض مفردة "إنجاز" دلالة على شيءٍ عظيم و عصيّ ليس بمقدور الكل ملامسته . فالإنجاز في نظرهم حكرٌ على فئة معيَّنة من الناس ، يتمتعون بقدراتٍ فائقةٍ ، و عقولٍ ناصعةٍ ليست في متناول الجميع ، و هذا ما يزرع اليأس المُبَكّر و يصنع حواجز الإحباط في نفوس هؤلاء البعض . لكن في واقع الأمر ، فإن الإنجاز في مفهومه العام يُعبِّر عن أي شيء يُنجزه الفرد بشكلٍ جيّد يجد الرضى و الإستحسان في نفس مُنفّذه و في نفوس متلقيه. ففنجان القهوة المُمتع يُعبّر عن إنجاز ، و قطعة الحلوى اللذيذة تُعبّر عن إنجاز ، و معطف الصوف الأنيق يُعبّر أيضاً عن إنجاز.
الإنجاز قد يبدأ صغيراً لا يُرى ، لكن مع الإصرار و العزيمة و الطموح قد يصبح عظيماً و أبلجاً ، فكثير من مشاريع الكوفي شوبز الضخمة و المنتشرة الفروع في أصقاع العالم بدأت بفنجان قهوة أعدّه شخصٌ مُغرَم بصنع و شرب القهوة ، و كثير من محلات التنسيق و الهدايا نجحت لعشق صاحبها التنسيق و التغليف و التزيين ، و كثير من محلات الحلويات و الكيك نجحت أيضاً لهواية صاحبها إعداد الحلى و الكيك. كل ما سبق من المشاريع بدأت بهواية أو عشق لشيء ما ، و سرعان ما أشعل هذا العشق فتيل الفكرة في رؤوس القائمين عليها و حوَّلوها من متعة و هواية شخصية لا تتعدى محيط الغرفة أو المكتب أو المخزن ، إلى فائدة تجارية و إنجاز جُيِّر بأسمائهم تعدى المكان و الزمان ، و متعة و فائدة أيضاً للغير و المتمثلين في زبائنهم.
و لنقس على ذلك الكثير من المشاريع التي بدأت و نجحت و استمرّت من واقع هواية ملّاكها لنشاطاتهم ، كالمطاعم و الورش و استوديوهات التصوير و محلات الخياطة و غيرها.
في أحيانٍ كثيرة ، لا يُمكن أن يُقاس الإنجاز بحجمه ، بل بنوعه و كيفيته و مدى إضافته و كمية إبداعه ، فنجد أن هنالك الكثير من المشاريع البسيطة التي تحظى بأفكار خارقة و قدرة على التطوير و الوثب الطويل ، بينما هنالك مشاريع عملاقة تعتريها التقليدية و الروتين الذي حجَّمها و قولبها و جعلها غير قادرة على الحِراك.
بعض البشر لم يسمح لتجاربه البسيطة أن تصل لمرحلة الإنجاز و سرعان ما حرمها النور و قتلها في مهدها بسبب عدم نجاحها في بداية المحاولات و بسبب المثبطين الذين نزعوا من عليه سُترَة الأمل ، فنجده استسلم للفشل و التقهقر ، و انكفأ على نفسه مغلقاً أيَّ بابٍ للمحاولة.
بعض الإنجازات لا يمكن توارثها ، فنجد أن هنالك مشاريع ضخمة أعلنت إفلاسها بسبب إنتقال إدارتها للورثة أو لإدارة أخرى غير ناجحة ، و في المقابل ، نجد أنَّ هنالك بعض المشاريع خرجت من رحم المعاناة بولادةٍ متعسّرة ، لكن هذا ما منحها الصبر و الثقة و الثبات ، فالفشل عند البعض هو آخر المطاف ، لكن ذات الفشل عند البعض الآخر هو رصيد متراكم من التجارب يصبّ في محيط الخبرة.
بقي أن أشيد بدور المرأة في الكثير من النجاحات في عالم المال و الأعمال ، فقد قرأتُ قصص نجاحٍ كثيرة كان للمرأة الدور الأكبر في تبنّيها و دعمها إما بالمال أو التحفيز أو كليهما ، و لعلّي أورد بعضاً منها باقتضاب للإستشهاد بها .
- في العام 1958 م بدأ الأخوان الأمريكيان دان و فرانك كيرني مشروعهما الصغير بـ 500 دولار من والدتهما ، و كان لهذا المبلغ الزهيد الأثر الكبير في افتتاح مطعماً للبيتزا . حظي هذا المطعم بإقبال ممتاز ،  و سرعان ما انتشرت فروعه في كافة الولايات المتحدة الأمريكية ، حتى وصلت إلى جميع أنحاء العالم . إنه (بيتزا هت).
- و في العام 1924 م بألمانيا ، افتتح الأخوان أدي و رودي داسلر متجرهما الأول لبيع الأحذية في غرفة الغسيل المحاذية للمطبخ التي تبرّعت بها والدتهما أيضاً كي يرى مشروعهما الأول النور. لاقى المحل رواجاً جيّداً ، لكن لعدم اتفاق الأخوين فكرياً قررا الإنفصال ، فافتتح آدي داسلر (أديداس) و هو مشتقٌّ من اسمه الأول و الثاني ، و افتتح أخيه (بوما) و هما اليوم من أشهر الماركات العالمية في مجال الملابس و الأحذية و المستلزمات الرياضية.
- بودّي أيضاً أن أردف قصة الأميركي ستيفن إدوين كينج كاتب قصص الرعب الخيالية و الذي حققت مبيعاته أرقاماً مليونية. عاش ستيفن بدون أب في صغره لأن والده تركه مع أمه و أخيه الأكبر بالتبنّي و هرب ، فأخذت الأم تعمل طاهية في مؤسسة خيرية لذوي الإحتياجات الخاصة كي تصرف عليه و أخيه ، و تفرّغ هو لدراسته و هوايته الأثيرة ، و على الرغم من أنه تعرّض لعدة أمراض من ضمنها إرتفاع ضغط الدم و ضعف البصر و ثقب في طبلتي الأذن ، و من ثَم تعرّضه لحادث سير في العام 1999 م تهشَّمت على إثره عظامه و كاد أن يخطف بصره ، إلا أن كل ذلك لم يُثنه عن مزاولة إبداعاته و إنجازاته ، فقد قضى فترة بقائه في المستشفى في كتابة روايته ( The Plant) ، و طرحها في عالم الإنترنت كي تكون في متناول القرّاء مقابل دولارٍ واحد للتحميل.
بعض الإنجازات تكون ومضة في بدايتها كي تكشف لنا أول الطريق ، فتتحوّل إلى شمعة تضيء لنا مجمل الطريق ، فتتحوّل إلى شمس تنير لنا كل حياتنا دون أن تغرب.




الاثنين، 18 نوفمبر 2013

،؛ [ نبض الأرض ] ؛، - إهداء لكل مُغترب






علاقة الفرد بأرضه لا يمكن أن تُحدَّد في شكلٍ دبلوماسيٍّ مٌطلق ، و لا أن تؤَطّر في أُطُرٍ رسمية تأخذ شكل أوراق و بطاقاتٍ ثبوتية . بل إن هذه العلاقة تحكمها معايير إنسانية و سيكولوجية بحتة . فالكثير من الناس يحملون جنسياتٍ لدولٍ دَلَفوا إليها ، و عاشوا فيها ردحاً من الزمن ، لكنهم لا يشعرون بالإنتماء إليها -و إن ادَّعَوا عكس ذلك- ، بل قد لا يُتقنون لهجتها ، و لا يُجيدون إرتداء زيّها ، رغم أن اللهجة و الزيّ يندرجان ضمن الثقافة الوطنية . ربما قدِموا لتلك الاوطان و سَعَوا للحصول على جنسياتها لغاياتٍ يرومونها ، و أهدافٍ يضمرونها. لكن يبقى إنتمائهم الحقيقي لوطنهم الأم.
العلاقة بالأرض ليست مُجرَّد جنسية تُمنَح ، فمن يتنازل عن جنسيته الأصلية للحصول على جنسيةٍ أخرى ، قد يتنازل عن الأخيرة لقاء حصوله على جنسية أخرى إن تسنَّى له ذلك ، لكن مَن يأسُرُ في قفصه الصدري عشق وطن ، فلن يستعيض عنه بعشقٍ آخر ، حتى و إن نال جنسيّة أخرى.
في الضفة الأخرى ، نجد أن هنالك أناس سقطت رؤوسهم ، و نشأوا و ترعرعوا على أرضٍ ليست بأرضهم ، و لا يحملون جنسيتها ، لكنهم تطبّعوا بطباعها ، و أصبحوا يتحدّثون بلهجتها ، و يرتدون زيّها ، و يحبون أكلها ، و يستنكفون عن مغادرتها ، و يكنّون لها الولاء ، و يشعرون نحوها بالإنتماء ، و لا يرضون حتى بأوطانهم الحقيقية بديلةً عنها . فهي في اعتبارهم الوطن الفعلي ، الذي عاشوا فيه ، و حفظوا تفاصيله ، و سكن فيهم قبل أن يسكنوا فيه. حيث لا أكسجين يستنشقونه إلا في هذه الأرض ، و لا شمس تُشرق إلا عليها ، و لا قمر يطلّ إلا فوقها، و لا طير يْحلِّق إلا في سمائها. أمَّا وطنهم الأم ، فهو مجرَّد حواديت و أساطير سمعوا عنها و لم يرونها ، فوطنهم الفعلي هو الواقع الذي عاشوه و تلمَّسوه.
علاقتنا بالأرض لا تختلف عن علاقة الأشجار بها ، فجذورنا ممتدَّة في أعماقها ، و فروعنا متفرّعة إلى عنان السماء.
علاقتنا بالأرض أيضاً لا تختلف عن علاقة الموج بالشَطآن ، فنحن نعيش معها ما بين مَدٍّ و جَزرٍ ، و حلٍّ و ترحال . فقلوبنا تمخر عباب البحر ، ثم تعود إلى المرسى مُجدَّداً.
الوطن يا رفاق لا يختلف عن الجسد. فالوطن يتكوَّن من أرجاء ، و الجسد يتكوَّن من أعضاء . فلا يُصبح الوطن وطناً إلا بأرجائه ، و لا يُصبح الجسد جسداً إلا بأعضائه.
حتى و إن رَمَت بنا أمواج الحياة إلى سواحل بعيدة لطلب علم أو رزق أو ثمّة أشياءٍ أخرى ، سنكتشف رغم بُعد المسافة أننا على بُعد خطوات من أوطاننا ، بل على بُعد نبضات.
في كل مرّة نزور فيها أوطاننا ننتشي فرحاً ، و نستنشق هواءً مختلفاً مُعطَّراً بعبقها ، و نصول و نجول في شوارعها متأملين أدَقّ تفاصيلها ، و كأننا نرى تلك الشوارع لأول مرّة في حياتنا ، و هي الشوارع التي حملت ذكريات كل سنة ، بل كل شهر ، بل كل أسبوع ، بل كل يوم و ساعة و دقيقة من أعمارنا . و ما أن نغادرها مُجدَّداً و نعود أدراجنا ، إلا و نتذكّر أننا نسينا بها شيئاً كبيراً لا يُنسى البتَّة ، لكن في خضَمّ السلام و التوديع و حَزم الأمتعة استعداداً للسفر نسيناه عنوة . نحاول التذكّر ، لكن الذاكرة لا تسعفنا للوصول لهذا الشيء ، و بعد تفكيرٍ مَليّ ، و تنقيبٍ عَصيّ ، نكتشفُ أن ما نسيناه في أوطاننا  هو قلوبنا ، و نستغرب ، كيف لنا أن نكون على قيد الحياة في الغربة ، و قلوبنا الخافقة في أوطاننا ؟!


للتواصل مع الكاتب :
Twitter & Instagram :

@RaedAAlBaghli

الأحد، 27 أكتوبر 2013

أين ترَّ نفسك في هرم ماسلو ؟!




اختصر عالم النفس الأمريكي الشهير ابراهام ماسلو (1908-1970)  الإحتياجات الإنسانية في نظريته السيكولوجية المتضمّنة لخمسة أشياء رئيسية ، صنّفها حسب الأهمية ، فبدأ من أسفل الهرم بـ :
1- الحاجات الفسيولوجية : ( المتمثّلة في المأكل و المشرب و الملبس و الجنس و الإخراج ).
2- حاجات الأمان : ( السلامة الجسدية ، الأمن الوظيفي ، أمن الموارد ، الأمن الأسري و الصحي ، أمن الممتلكات ).
3- الحاجات الإجتماعية : ( الصداقة ، العلاقات الأسرية ، الألفة الجنسية ).
4- الحاجة للتقدير : ( تقدير الذات ، الثقة ، الإنجازات ، إحترام الآخرين ، الإحترام من الآخرين ).
5-الحاجة إلى تحقيق الذات : ( الإبتكار ، حل المشاكل ، تقبُّل الحقائق ).
الحياة متدرجة مثل ما جاﺀت ببساطة في هرم ماسلو. الحياة حزمة احتياجات ، و كلما حصلتَ على حاجةٍ ، فسوف تبحثُ عن الحاجة التي تليها. فمَن لم يحصل على "الحاجات الفسيولوجية" التي يبدأ بها الهرم ، فلن ينظر لـ "التقدير" الذي يتبوَّأ ما قبل قمة الهرم ، بل قد يعتبره أمراً تافهً أو لا قيمة له إذا ما قارنه بالحصول على المأكل و المشرب و الملبس. لكن ما إن يحصل على حاجاته الفسيولوجية و من ثَمَّ حاجات الأمان ، فالحاجات الإجتماعية ، إلا و سيصل بشكلٍ تلقائي و غير إدراكي لمرحلة البحث عن التقدير ، و سيجده حينها أمراً في غاية الأهمية.
و هرم ابراهام ماسلو يعطينا نموذجاً رائعاً لأهمية التدرج في الحاجات و تنظيمها حسب الأولوية ، و يوضح لنا التسلسل العمودي التي يجب أن تكون عليه حتى يسهل التنقّل بينها بشكل واقعي مدروس ، و يوضّح لنا أيضاً أن هنالك حاجات قد تكون  ماسَّة لنا في الوقت الراهن ، بينما هنالك حاجات أخرى قد لا نعيرها أي إهتمام في ذات الوقت. كالمقارنة بين الحاجات الفسيولوجية و الحاجة للتقدير.
الناس متفاوتة في احتياجاتها ، من حيث نوع الحاجة و كميتها ، لكننا نتفق في الكثير من احتياجاتنا نوعاً ، و إن اختلفت كمَّاً .
الكل منّا عندما يطَّلع على المراحل الخمس في هرم ماسلو سوف يبحث عن نفسه مباشرةً في هذا الهرم ، و يُحدّد أين وصل و في أيّ مرحلةٍ يقطن . فهنالك مَن لا زال يبحث عن حاجاته الفسيولوجية ، و هناك مَن لم يبرح مرحلة البحث عن الأمان ، و هنالك أيضاً مَن قضى ردحاً من الزمن كي يحقق حاجاته الإجتماعية بتكوين صداقات و تأسيس أسرة ، و هنالك مَن هجروا أوطانهم من العلماء و المفكرين و حتى الناس العاديين بحثاً عن مرحلتيّ "التقدير" و "تحقيق الذات" ، لأنهم أسرفوا كثيراً في جهدهم و علمهم و فكرهم دون أن ينالوا الأولى أو يحصلوا على الثانية في مجتمعاتهم و أوطانهم.
يقبع بيننا المتواضع في حاجاته ، و هو ذلك الشخص الذي لا يريد من هذه الحياة سوى ما يُقيم الأود و يرأب الصدع ، و هنالك الطموح الجامح و الذي يريد أن يصل بحاجاته للترف و التنعم و المجد.
و هنالك المُكفَهِرّ المُتجهّم الذي لم يُحقّق شيئاً من حاجاته ، و هنالك من يشعر بالرضا و الحبور لتحقيقه جزءاً كبيراً من حاجاته ، و هنالك من يصف نفسه بالصابر و القنوع سواء أحقق حاجاته أو حقق جزءاً منها ، أم لم يُحقق البتَّة.
بين مزيجٍ من الناس و مزيجٍ من الإحتياجات ، تتكون مساحة كبيرة من ثقافة الفرد ، فيتأثر بإحتياجات مَن هم حوله في تكوين إحتياجاته ، و ينظر لحاجاتهم و على ضوئها يُحدّد و يختار حاجاته.


للتواصل مع الكاتب :
Twitter & Instagram :
@RaedAAlBaghli
E-Mail :

raed.sabb@hotmail.com

السبت، 24 أغسطس 2013

فـــوبــيـــــا !! | !! Phobia




الخوف من المجهول أو مما قد يحدث أمرٌ يسكن في دواخلنا ، و لا نشعر به إلا حينما يستفزه موقف أو ظرف أو مكان أو زمان . من أمثلة الخوف من المجهول أو "الفوبيا" كما يُطلَقُ عليه :
- الخوف من الأماكن المرتفعة : وهو الذي جعل الكثير من الناس يمتنعون من ارتقاء الجبال و ناطحات السحاب و كل ما هو مرتفع .
- الخوف من ركوب الطائرات : خشية سقوطها .
 - و الخوف من ركوب السفن : خشية غرقها .
- و الخوف من ركوب المصاعد : خشية تعطلها و توقفها بركّابها .
- و الخوف من الحُقن : خشية ألمها أو خشية شكل انغراسها في الجلد.
- و الخوف من الدم حتى و إن كان زهيداً ، ربما الخوف من لونه أو من شكل سيلانه الذي قد يرتبط بالسوء أو المكروه. 
- و الخوف من الإمتحانات و المقابلات الشخصية : لأنها قد تكون متعلقة بذكريات فشل أو غيرها ، أو لمجرّد الرهاب من طقوسها العامة لأنها لحظات مفصلية في حياة الفرد.
- و الخوف من قيادة السيارة : لأنها مرتبطة بالحوادث المرورية التي قد تنجم عنها الوفيات لاسمح الله.
طبعاً الفوبيا بأنواعها إمّا أن تكون نتاج رواسب طفولة ، و نَمَت و رافقت الإنسان طيلة فترة حياته ، لأنه لم يواجهها و يحاول الخلاص منها ، أو أنها نتيجة تعبئة أو مواقف شخصية تعرّض لها الإنسان أو تعرّض لها أحد المُقرّبين له ، أو تعرّض لها أشخاص في حضوره حتى و إن كانوا لا يمتّون له بصلة  ، لأن الطبيعة البشرية تفرض على الإنسان التأثر بما يجري حوله أو أمامه حتى لو كان لا يعنيه ذلك ، و حتى إن كان هذا الأمر ليس حقيقياً . فعلى الرغم من يقين الفرد بأن ما يجري أمامه ليس حقيقياً في بعض الأحيان ، إلا أنه يندمج و يتأثر و يسرف في مشاعره الإنسانية ، و هذا ما يحدث بالضبط عندما نشاهد الأفلام السينمائية . فنجد أننا نتأثر بمشاهد السقوط من الأعلى ، أو غرق السفن أو وقوع الطائرات و نشوب الحرائق ، أو الحوادث المرورية ، أو تعطّل المصاعد ، و لاشك أن هذه الأفلام هي عنصر أساسي من عناصر التعبئة النفسية للفرد ، فالكثير من الأشخاص قاطع الطائرات و السفن و المصاعد على اثر مشاهدته للأفلام التي أعطته مسوّغاً قوياً للإمتناع.
من مظاهر "الفوبيا" التي رأيتها بنفسي و التي قد تكون غريبة و طريفة في آنٍ واحدٍ هي الخوف من الدرج أو "السير" الكهربائي الذي نراه في المجمعات التجارية. فإحدى قريباتي كانت معنا في جولة تسوّق ، و عندما أردنا الصعود للدور العلوي امتنعت عن الصعود معنا بالسير الكهربائي ، و عندما سألتها بإستغراب عن السبب ؟! اخبرتني أن عباءتها تعلّقت في هذا السير ذات مرة ، و كاد قلبها أن يتوقف من شدّة الخوف ، و من حينها و هي تتجنب الصعود بهذه المصاعد في أي مكان !!.. و هذا دليل أن "الفوبيا" قد تكون نتاج مواقف تعرضنا لها في حياتنا قد لاتستغرق إلا بضع ثوانٍ ، لكن تأثيرها قد يلازمنا ما حيينا.
أيضاً أكاد أجزم بأن الفيلم العالمي الشهير "تايتنك" و الذي شاهده الملايين حول العالم و تأثروا به قد ألقى بظلاله على جزء ليس باليسير منهم ، و زرع فيهم بعض "الفوبيا" من ركوب السُفن و الغرق.
أما الطائرات ، فحدّثوا و لا حرج ، فحوادث سقوطها شهيرة جداً ، و قد جسّدتها الأفلام و نقلتها الأخبار و نشرتها الصحف و روتها القصص و الأساطير على مَرّ العصور ، و أعتقد أنها من أشهر أنواع "الفوبيا" ، إذ أنَّ تأثيرها واضح و جَليّ على الكثير من الناس ، و لنلتفت حولنا و نحاول إحصاء عدد الذين يخشون ركوب الطائرات . حتماً لن نستطيع . و حتى مَن تجرّأ و كسر حاجز الخوف ، نجد ذات الخوف يتراقص أمامه تراقص الأفعى حال إقلاع و هبوط الطائرة ، و حال سباحتها في الجوّ أيضاً ، و نجده في تلك الأثناء يلوذ و يلتجأ و يعتصم بالله و بالآيات و التسبيح و الإستغفار و ربما التشهُّد حتى يطمأن أنَّ قدميه تلامس سطح البسيطة ، حينئذٍ سيعود إلى وضعه الطبيعي.
في عصر التقدّم و التكنولوجيا و السيارات الفارهة ، لا زال يقطن بيننا مَن يخاف قيادة السيارات ، البعض منهم كبار السن الذين يأسوا من موضوع القيادة لأنهم لم يتخطوا حاجز الخوف منها أو يأسوا من تكرار فشلهم في تعلمها في سنوات شبابهم ، و استعاضوا بأبناءهم أو سائق خاص كي يسد هذه الثغرة في حياتهم ، و البعض منهم شباب سكن الخوف أقفاصهم أيضاً و لم يبرحها ، و لم يحاولوا أن يفلتوا من تحت براثنه !!
أيضاً نُفرد مساحةً من الذِكر لـ"فوبيا" الأمراض و البكتيريا و التلوث ، فنجد الكثير من الناس يفرطون في موضوع النظافة و التعقيم ، و ترافقهم المعقمات و المطهرات في حلّهم و ترحالهم . بل حتى في حقائب اليد ، و الإفراط في هذا الأمر قد يُسهم في إضعاف المناعة لأنه يحدّ من تعرّضها لمقاومة البكتيريا و بالتالي ضعفها.
هناك نوع من الهواجس الغير جليّة ، و لا أعلم هل يصل بنا الحال لأن نُطلق عليه "فوبيا" أم لا ، لكنه يسكنني بحكم تنقلاتي المستمرة بالقطار و بالتأكيد يسكن غيري ممن يسافرون كثيراً ، و هو التساؤل عن "كيفية" و "ماهية" الشخص الذي سوف يركن إلى جانبي في المقعد الشاغر و يرافقني طيلة رحلة ستدوم عدة ساعات ؟! ماهي ثقافته و أفكاره و شخصيته و تقبّله للآخر و غيرها من التساؤلات. فوجوده إلى جانبي قد يحدّ من حريتي و يضعف من خصوصيتي . 
قد يرى البعض أن هذا الموضوع ليس بذي أهمية ، لأنها مجرّد رحلة عابرة اقتضت تجاور الكثير من الأشخاص ببعض بمحض الصدفة أو بترتيب من الجهة المنظمة ، و بمجرد الوصول سوف ينفضّ هذا الجوار ، لكنني أرى أن الموضوع يحمل شيئاً من الأهمية إذا ما قسنا أن للسفر فوائد كما نوّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فمن هذا المنطلق ، أجد في التعارف و الإحتكاك بالناس فائدة كبيرة و ثقافة عظيمة ، فالفرد مرآة للفرد الآخر ، و مقياس فكري و ثقافي مهم ، و قد يدور نقاش بين فرد و فرد في رحلة عابرة دون سابق معرفة و يكون ذا مردود كبير و ثراء عظيم ، أو قد تنشأ علاقة قوية لا تنتهي تكون نقطة إنطلاقها تلك الرحلة. أو قد يكون عكس ذلك كله !! فكل شيء يقبل النقيضين ، لكن يجب أن نحسن الظن حتى يثبت العكس.
بقي أن أقول مهما تعدَّدت و تشكَّلت أنواع "الفوبيا" ، فإن الإنسان قادر بالمِراس و المحاولة على تخطيها و تحديها دون أن تكون نقطة ضعف يراها أمامه أينما حلَّ و ارتحل.


للتواصل مع الكاتب :
Twitter & Instagram :
@RaedAAlBaghli
E-Mail :
raed.sabb@hotmail.com

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

الموتُ يقطفُ أُسامة !!



كنتُ على مكتبي في البنك ، منهمكاً في إجراء بعض العمليات ، و الساعة تُشير إلى الرابعة مساءً من يوم الاربعاء ١٤-٠٨-٢٠١٣ ، و كان زميلي الذي يركن إلى جانبي مشغولاً أيضاً بإجراء بعض العمليات لعميلٍ سوداني مألوف لدينا يتبع لإحدى الشركات. و قبل أن يُنهي هذا العميل ما جاء لأجله ، إذ ترك نافذة زميلي ، و تسمَّر عند نافذتي ، و بعد أنّ سلَّم عليّ و قدم التهاني بالعيد على جناح السرعة . قال : عارف صاحبك أسامة ؟!.. فأجبته و أنا في ذعر ينتظر الإجابة التي تسبق سؤالي : نعم.. ما به ؟!.. قال لي: توفى .. نزل عليّ الخبر نزول الصاعقة ، و مرّ في مخيلتي حينها شريطٌ سريعٌ يعرض الفترة التي عرفتُ فيها أسامة و المواقف التي جمعتني به ، و يردد في داخلي صوته و يرسم صورته و يعرض ضحكته.
أسامة جعفر شاب سوداني ثلاثيني أعزب ، دَمثٌ الخُلُق ، بَهيّ المُحيَّا ، سلس التعامل ، سخيُ و معطاء . معرفتي به مُمتدة لأكثر من ثلاث سنوات . تعرَّفتُ عليه عن طريق عملي في البنك ، و استمرَّت هذه العلاقة و نَمَت مع مرور الوقت بسبب كل ما يتحلّى به من سجايا و خصال ، فقد كان نعم الرجل رحمة الله عليه.
كان يحكي لي عن نيته لإستخراج تأشيرة "زيارة" لوالديه ، لأنه ينوي أن يعتمر معهما ، و بالفعل ، أبلغني عن مقدمهما للمملكة ، و كأنه أتى بهما كي يلقيان حتفيهما ، أو كأنه شَعَر بدنوّ أجله ، فأختار أن يعتمر معهما و من ثم يرحلون عن هذه الدنيا سويَّةً.
كان أسامة يقود السيارة بسرعةٍ فائقةٍ أثناء العودة من العمرة و زيارة المصطفى- صلى الله عليه و آله و سلّم- و كان معه في السيارة والديه ، و صديقه و زوجته و رضيعهما ، و قد تعرَّضوا لحادثٍ أليمٍ تسبب في إزهاق أرواحهم ، و لم ينجُ من الحادث سوى زوجة صديقه التي ترقد في العناية المُركّزة و رضيعها الذي لم يُصب بخدشٍ واحد للعناية الإلهية به.
رحلَ أسامة ، لكنه لم يرحل وحيداً ، بل رحلَ برفقة والديه ، و قد يكون ذلك لشدّة بره بهما ، فما لبِثَ أن اعتمر معهما و زاروا جميعاً أشرف الخلق حتى غادروا الدنيا و لسان حالهم يقول:" ما أجمل أن تكون تلك خواتيم أعمالنا " . رحلَ أسامة و أخذ معه صديقه ، و لم يترك له مجالاً كي يعيش على أطلال ذكرياته.
كان رحمه الله يعشق الأحجار الكريمة لأنه كريم نفس ، و قد كان يوصيني كثيراً بأن أجلب له عيناتٍ من باعة هذه الأحجار حال سفري للأحساء كي يختار بينها ، و كان يدفع دون أن يناقش في السعر ، بل كان يدفع في الحجر الكريم أكثر مما يستحق.
كنتُ كثير الإلحاح عليه في حياته بأن تزوّج و كوّن أسرة و استقر ، و عندما وصَلَت والدته إلى الرياض ، أبلغني أنها رشّحت لها فتاة سودانية مقيمة في الرياض . و بعد رحيله شعرتُ أنّ احجامه عن الزواج في الفترة الماضية قد يكون لحكمةٍ إلهيةٍ . حتى يرحل مع والديه دون أن يترك جرحاً غائراً لا يُرتق في قلب إمرأةٍ و أطفال.
آخر لقاء جمعني به رحمه الله كان في المكتب ، و كان يحمل في يده حينها جوّاله GALAXI S IIII ، و الذي اقتناه مؤخراً ، و كان حينها يستمع لمحاضرة على اليوتيوب ، فنصحته أن يستعين بسماعة الأذن كي يستمع للصوت بشكلٍ أوضح و تركيزٍ أعلى ، فلمح سماعتي على مكتبي ، فطلبها مني ، فلم أمانع ، و قال لي :" كم تريد فيها ؟" فقلت له :" هي لك دون ثمن " ، و لم يغادرني حتى التقط لي صورة بجوّاله ، ثم أرسلها إليّ بالواتساب.
عندما أتلقى نبأ وفاة شخصٍ أعرفه ، لا أعلم لِمَ أبادر بالإتصال على رقمه مباشرةً ؟! .. هل بحثاً عن الشك الذي قد يُبدِّد يقيني ؟! أم بحثاً عن اليقين الذي قد يقتل شكي ؟! أم محاولة لإيجاد رابط لو معنوي بهذا الراحل ؟! أم أن هناك رغبة في داخلي تقودني لأن تضجّ أسماعي و ترتعش روحي على نبرات التسجيل الصوتي القائل: " إن الهاتف المطلوب لا يمكن الإتصال به الآن " ، كي أكملها بألم :"و لن يمكن الإتصال به فيما بعد"؟! . هذا ما فعلته فعلاً عندما تلقيتُ نبأ وفاة المرحوم أسامة جعفر ، و بعدها فتحت الواتساب على رقمه ، و شاهدت تاريخ آخر ظهورٍ له و الذي لن يليه ظهور ، و قد كان في ١٠-٠٨-٢٠١٣ في الساعة ٢:٢٦ مساءً ، و من ثم عمدتُ إلى تكبير صورته المعروضة في الواتساب ، و كأنني أردتُ أن ألقي نظرة الوداع ، و أعدتُ قراءة رده على آخر مقال أرسلته عن طريق الواتساب ، و قد كتبَ فيه :" وفقك الله يا أخ رائد ، كلام رائع و إنسان جميل" ، و طبعاً كان وقع كلامه هذا مختلفاً بعد وفاته ، و أعدتُ النظر إلى بطاقة التهنئة بعيد الفطر التي أرسلها قبل قضاء نحبه ببضع أيام و قد كانت تحمل عبارة :" كل عام في بالي تمر .. عيد و غلا و وصال".. و كانت خانقة بحق.
في الختام ، أسأل الله أن يرحم أسامة و والديه و مَن رحلَ معه ، و يرحم موتانا و موتاكم و موتى المؤمنين و المؤمنات ، و رحم الله من قرأة المباركة الفاتحة و أهدى ثوابها لروح الفقيد أسامة جعفر.